{فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى}

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الرابع
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: علي بن محمد العمران- محمد عزير شمس - نبيل بن نصار السندي - محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 556
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
المذكور في التكوير. الثالث: أنَّه قال:
{فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى}
، وهو ناحية السماء العليا، وهذا استواء جبريل بالأفق. وأمَّا استواء الربِّ جلَّ جلالُه فعلى عرشه. الرابع: أنَّه قال:
{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}
، فهذا دنوُّ جبريل وتدلِّيه إلى الأرض حيث كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأمَّا الدُّنوُّ والتدلِّي في حديث المعراج (1)، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان فوق السماوات، فهناك دنا الجبَّار ــ جلَّ جلالُه ــ منه وتدلَّى. فالدُّنوُّ والتدلِّي في الحديث غير الدُّنوِّ والتدلِّي في الآية، وإن اتَّفقا في اللفظ. الخامس: أنَّه قال:
{وَلَقَدْ رَأَىهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى}
، والمرئيُّ عند السِّدرة: هو جبريل قطعًا، وبهذا فسَّره النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال:
«ذاك جبريل».
السادس: أنَّ مفسِّر (2) الضمير في قوله:
{وَلَقَدْ رَأَىهُ}
، وقولِه:
{ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى}
، وقولِه:
{فَاسْتَوَى}
، وقولِه:
{وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى}
= واحدٌ، فلا