الحمد لله الملك الحقِّ المُبين، إلهِ الأوَّلين والآخرين، وقيُّوم السماوات والأرَضين، والصلاة والسلام على خاتَم النبيين وإمام المرسلين نبيِّنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدِّين. أمَّا بعد:
فهذا هو الجامع لعلوم الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيُّوب بن سعد بن حريز الزُّرعي الدمشقي الحنبلي، المعروف بابن قيِّم الجوزيَّة (المولود سنة 691، والمتوفى سنة 751)، رحمه الله ورضي عنه وأحلَّه بُحْبُوحةَ جنَّته، يضمُّ بين جنَباته كلَّ ما أمكننا الحصول عليه من آثار الشيخ في طبعاتها العلمية العالية، ليكون المرجعَ الإلكترونيَّ الجامع لتلك الآثار، مع خِدمات تقنية تُدني نفائس علوم الشيخ من طلَّابها، وتيسِّر الانتفاع بها على أتمِّ وجه.
وقد رُزقت مؤلَّفات الشيخ رحمه الله حُظوةً من قديم؛ فتعدَّدت نُسخها الخطية في البُلدان، وكثُر انتفاع الناس بها، ولما ظهرت الطباعة في بلاد المسلمين تنافس الناشرون ودور الطباعة في طباعتها بآنَق حُلَّة في مختلف الأقطار، ولم تزل المطابع إلى يوم الناس هذا تُلقي منها عشرات الطبعات المتباينة في جودتها، كلٌّ ما تيسَّر له من أسباب التجويد.
غير أن نشرات كتب الشيخ في المشروع الموسوم بـ«آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال» قد فاقَت كلَّ ما سبقَها من نشرات، بما قامت عليه من منهج علمي قويم اعتمدَه العلامة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله، وقام بأعبائه ثُلَّة من كرام المحققين، وحظيَ بتمويل مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية، فجزى الله الجميع خير الجزاء وتقبَّل عنهم عملهم الصالح.
وقد رغبنا في تعظيم الانتفاع بهذه النشرة العلمية عبر هذا الموقع الرائد، فراسلنا مؤسسة عطاءات العلم صاحبة حقوق نشر «آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال»، وأخذنا منهم إذنًا بنشر الآثار كاملة في هذا الموقع، ثم تمَّموا إحسانهم بإهدائنا نسخة نصية كاملة من الكتب، فشكر الله لهم هذا التعاون الطيب.
فدونك - أخي المسلم وأختي المسلمة - هذا العِلم المستطاب المقتبسَ من أنوار الكتاب والسنة، مخدومًا بأنواع مختلفة من الخدمات التقنية المعينة لك على قراءته والاقتباس منه ونشره بمختلف الوسائل، نفعَنا الله وإيَّاكم به، ورضيَ عن صاحبه الإمام الكبير وجزاه عنَّا وعن المسلمين خير الجزاء.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
مركز أصول
1444