
موقع إلكتروني جامع لآثار الإمام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيُّوب بن سعد بن حريز الزُّرعي الدمشقي الحنبلي، المعروف بابن قيِّم الجوزيَّة (المولود سنة 691، والمتوفى سنة 751)، رحمه الله ورضي عنه وأحلَّه بُحْبُوحةَ جنَّته، يضمُّ بين جنَباته كلَّ ما أمكننا الحصول عليه من آثار الشيخ في طبعاتها العلمية العالية، ليكون المرجعَ الإلكترونيَّ الأول لطلاب تلك الآثار، مع خِدمات تقنية تُدني نفائس علوم الشيخ من طلَّابها، وتيسِّر الانتفاع بها على أتمِّ وجه.
كان ﷺ أفصح خلق الله، وأعذبهم كلامًا، وأحسنهم أداءً، وأحلاهم منطقًا، حتَّى كان كلامه يأخذ القلوب، ويسبي الأرواح، وشهد له بذلك أعداؤه.
أسرار كلام الله أجلُّ وأعظمُ من أن تدركها عقول البشر، وإنما غاية أولي العلم الاستدلال بما ظهر منها على ما وراءه، وإن باديه إلى الخافي يسير.
علم العبد بتفرد الحق تعالى وحده. بملك الأشياء كلها وأنه ليس له مشارك في ذرة من ذرات الكون: من أقوى أسباب توكله وأعظم دواعيه
وطريق الرضا طريق مختصرة. قريبة جداً، موصلة إلى أجل غاية، ولكن فيها مشقة. ومع هذا فليست مشقتها بأصعب من مشقة طريق المجاهدة. ولا فيها من العقبات والمفاوز ما فيها. وإنما عقبتها همة عالية. ونفس زكية، وتوطين النفس على كل ما يرد عليها من الله.
وبالجملة، فلا شيء أنفعُ للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر، فإنه...يورثُ المحبةَ والشوقَ والخوفَ والإنابةَ والتوكلَ والرضا والتفويض والشكرَ والصبرَ وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكمالهُ، وكذلك يزجرُ عن جميع الصفات والأفعال المذمومة التي بها فساد القلب وهلاكه.