مدارج السالكين ج4

مدارج السالكين ج4

6358 2

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الرابع

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]

تحقيق: علي بن محمد العمران- محمد عزير شمس -  نبيل بن نصار السندي -  محمد أجمل الإصلاحي

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 556

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

أجزاء الكتاب

مشاركة

فهرس الموضوعات

أقول للَّائمِ المُهْدِي ملامتَه ... ذُقِ الهوى وإن اسطعتَ الملامَ لُمِ (1)

قيل: لم ينصف من أحال على الذّوق، فإنّها حوالةٌ على محكومٍ عليه لا على حاكمٍ، وعلى مشهودٍ عليه لا على شاهدٍ، وعلى موزونٍ لا على ميزانٍ!

ويا سبحان الله! هل يدلُّ مجرَّدُ ذوق الشَّيء على حكمه وأنّه حقٌّ أو باطلٌ؟ وهل جعل الله ورسولُه الأذواقَ والمواجيدَ حججًا وأدلّةً يميَّز بها بين ما يحبُّه ويرضاه، وبين ما يكرهه ويسخطه (2)؟ ولو كان ذلك (3) لاحتجَّ كلُّ مُبطلٍ على باطله بالذّوق والوجد، كما تجده في كثيرٍ من أهل الباطل والإلحاد. فهؤلاء الاتِّحاديّةُ ــ وهم أكفَرُ الخلق ــ يحتجُّون بالذّوق والوجد على كفرهم وإلحادهم حتّى يقول قائلهم:

يا صاحبي أنت تنهاني وتأمرني ... والوجدُ أصدقُ نهّاءٍ وأمّارِ

فإن أُطِعْكَ وأَعْصِ الوجدَ رُحتُ عمًى ... عن اليقين إلى أوهام أخبارِ

وعينُ ما أنت تدعوني إليه إذا ... حقّقتَه تَرَهُ المنهيَّ يا جارِ (4)

ويقول هذا القائل: ثبت عندنا بالكشف والذّوق ما يناقض صريحَ

الصفحة

436/ 556

مرحباً بك !
مرحبا بك !