«إنّه لَيُغَانُ على قلبي، وإنِّي لأستغفر الله في كل يوم أكثرَ من سبعينَ مرّةً» (5).
مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الرابع
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: علي بن محمد العمران- محمد عزير شمس - نبيل بن نصار السندي - محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 556
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
دون حقيقته، والتّعلُّق الكامل أن يتعلّق به وجوده، فلذلك قال: (بلوغ ما وراء الحجاب وجودًا).
قال الشيخ (1): (وهو على ثلاث درجاتٍ؛ الدّرجة الأولى: مكاشفةٌ تدلُّ على التّحقيق الصّحيح، وهي لا تكون (2) مستدامةً، فإذا كانت حينًا دون حينٍ، لم (3) يعارضها تفرُّقٌ، غير أنّ الغين ربّما شابَ مقامَه، على أنّه قد بلغ مبلغًا لا يَلتفِته (4) قاطعٌ، ولا يَلْوِيه سببٌ، ولا يَقْتطِعُه حظٌّ، وهي درجة القاصد. فإذا استدامت فهي الدّرجة الثّانية).
المكاشفة الصّحيحة: علومٌ يُحدِثها الرّبُّ تعالى في قلب العبد، ويُطلِعه بها على أمورٍ تخفى على غيره، وقد يُواليها سبحانه، وقد يُمسِكها عنه بالغفلة عنها، يُوارِيها عنه بالغَيْن الذي يَغشى قلبَه وهو أرقُّ الحجب، أو بالغَيْم وهو أغلظُ منه، أو بالرَّانِ وهو أشدُّها.
فالأوّل: يقع للأنبياء، كما قال النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
«إنّه لَيُغَانُ على قلبي، وإنِّي لأستغفر الله في كل يوم أكثرَ من سبعينَ مرّةً» (5).
والثّاني: يكون للمؤمنين.