مدارج السالكين ج4

مدارج السالكين ج4

6014 2

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الرابع

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]

تحقيق: علي بن محمد العمران- محمد عزير شمس -  نبيل بن نصار السندي -  محمد أجمل الإصلاحي

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 556

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

أجزاء الكتاب

مشاركة

فهرس الموضوعات

أُوتُوا} (1) [الأنعام: 44]

، وقوله:

{لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76]

، وقوله:

{إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} [هود: 10].

فإنّ الدُّنيا لا تتخلّص أفراحُها مِن أحزانِها وأتراحِها البتّة، بل ما من فرحةٍ إلّا ومعها ترحةٌ سابقةٌ أو مقارنةٌ أو لاحقةٌ، ولا تتجرّد الفرحةُ، بل لا بدّ من ترحةٍ تقارنُها، ولكن قد تقوى الفرحة على الحزن فينغمر حكمُه (2) مع وجودها (3) وبالعكس.

فيقال: ونزل القرآن أيضًا بالفرح في أمور الآخرة في مواضع، كقوله:

{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} [آل عمران: 170].

وقوله:

{وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ} [يونس: 58]

فلا فرق بينهما من هذا الوجه الذي ذكره.

قوله: (وورد اسم السُّرور في القرآن في موضعين في حال الآخرة).

يريد بهما قوله تعالى:

{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا} [الانشقاق: 7 - 9]

، والموضع الثّاني قوله (4):

{وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: 11].

فيقال: وورد السُّرور في أحوال الدُّنيا في موضعٍ على وجه الذّمِّ، كقوله:

{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا} [الانشقاق: 10].

الصفحة

11/ 556

مرحباً بك !
مرحبا بك !