مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الرابع
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: علي بن محمد العمران- محمد عزير شمس - نبيل بن نصار السندي - محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 556
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
وقوله: (وجودًا لا نعتًا)، أي سقط وجود شهوده، لا نعتُه والإخبار عنه (1). وقوله: (وبقاء ما لم يزل حقًّا بإسقاط ما لم يكن مَحْوًا) يوضِّح المراد من الدرجتين اللَّتين قبله، ومعناه: بقاء الحقِّ وفناء المخلوق، والحقُّ سبحانه لم يزلْ باقيًا، فلم يتجدّد له البقاء، والفناء المتعلِّق بالمخلوق هو فناؤهم في شهود المشاهد، ومحْوُ رسومهم من قلبه بالكلِّيّة، لا فناؤهم في الخارج. وحاصل ذلك: أن تفنى من قلبك إرادةُ السِّوى وشهودُه والالتفاتُ إليه، وتَبقى فيه إرادةُ الحقِّ وحدَه وشهودُه، والالتفاتُ بالكلِّيّة إليه، والإقبالُ بجمعيَّتك عليه. فحولَ هذا يُدندِن العارفون، وإليه شَمَّر السّالكون، وإن وسَّعوا له العبارات، وصرَّفوا له القول، والله أعلم. * * * *