مدارج السالكين ج3

مدارج السالكين ج3

13593 1

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثالث

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]

تحقيق: محمد عزير شمس 

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 584 

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

أجزاء الكتاب

مشاركة

فهرس الموضوعات

يغفر الكِبر الذي هو أعظم من الشِّرك، وكما أنّ من تواضع لله (1) رفعه الله، فكذلك من تكبّر عن الانقياد للحقِّ (2) أذلَّه ووضعَه. ومن تكبّر عن الانقياد للحقِّ ولو جاءه على يد صغيرٍ، أو من يبغضه ويعاديه= فإنّما تكبَّر على الله، فإنّ الله هو الحقُّ، وكلامه حقٌّ، ودينه حقٌّ، والحقُّ صفته ومنه وله. فإذا ردَّه العبد وتكبَّر عن قبوله، فإنّما ردَّ (3) على الله، وتكبَّر عليه.

فصل

قال صاحب «المنازل» - رحمه الله - (4): (التّواضع: أن يتواضع العبد لِصَوْلة الحقِّ).

يعني: أن (5) يتلقّى سلطانَ الحقِّ بالخضوع له والذُّلِّ والانقياد، والدُّخولِ تحت رقِّه، بحيث يكون الحقُّ متصرِّفًا فيه تصرُّفَ المالك في مملوكه، فبهذا يحصل للعبد خُلق التّواضع. ولهذا فسّر النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الكبر بضدِّه، فقال: «الكبر بَطَرُ الحقِّ، وغَمْص (6) النّاس». فبطَرُ الحقِّ: ردُّه وجَحْدُه، والدّفع في صدره كدفع الصّائل. وغَمْص (7) النّاس: احتقارهم

الصفحة

75/ 584

مرحباً بك !
مرحبا بك !