: «اتّقوا فراسة المؤمن، فإنّه ينظر بنور الله»

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: محمد عزير شمس
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 584
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
الفراسة؟ (1).
وقال أحمد بن عاصمٍ الأنطاكيُّ: إذا جالستم أهلَ الصِّدق فجالسوهم بالصِّدق، فإنّهم جواسيسُ القلوب، يدخلون في قلوبكم ويخرجون من حيث لا تحتسبون (2).
وكان الجنيد - رحمه الله - يومًا يتكلّم على النّاس، فوقف عليه شابٌّ نصرانيٌّ متنكِّرًا، فقال: أيُّها الشّيخ ما معنى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
: «اتّقوا فراسة المؤمن، فإنّه ينظر بنور الله»
، فأطرق الجنيد، ثمّ رفع إليه رأسه وقال: أسلِمْ فقد حانَ وقتُ إسلامك. فأسلم الغلام (3).
ويقال في بعض الكتب القديمة: إنّ الصِّدِّيق لا تُخطئ فراستُه (4).
وقال ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -: أفرسُ النّاس ثلاثةٌ: العزيز في يوسف، حيث قال لامرأته:
{أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا} [يوسف: 21].
وابنة شعيبٍ حين قالت لأبيها في موسى:
{اسْتَأْجِرْهُ} [القصص: 26].
وأبو بكرٍ في عمر حيث استخلفه. وفي روايةٍ أخرى: وامرأة فرعون حين قالت:
{قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} [القصص: 9]
(5).