مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: محمد عزير شمس
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 584
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
يَعْشَقهم الذُّلُّ أشدَّ العشق: الكذّاب، والنّمّام، والبخيل، والجبان.
وقوله: {الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى} هو من عزّة القوّة والمنعة والغلبة. قال عطاءٌ - رضي الله عنه -: للمؤمنين كالولد لوالده، وعلى الكافرين كالسَّبُع على فريسته (1). كما قال في الآية الأخرى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]، وهذا عكسُ حالِ من قيل فيهم (2):
كِبرًا علينا وجُبنًا عن (3) عدوِّكُمُ ... لبئستِ الخَلَّتانِ الكِبْرُ والجُبُنُ
وفي «صحيح مسلمٍ» (4) من حديث عِياض بن حِمارٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ الله أوحى إليّ أن تواضَعُوا، حتّى لا يفخرَ أحدٌ على أحدٍ، ولا يَبغِي أحدٌ على أحدٍ».
وفي «صحيح مسلمٍ» (5) عن ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يدخلُ الجنّةَ من كان في قلبه مثقالُ ذرّةٍ من كِبْرٍ».