مدارج السالكين ج3

مدارج السالكين ج3

15543 1

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثالث

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]

تحقيق: محمد عزير شمس 

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 584 

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

أجزاء الكتاب

مشاركة

فهرس الموضوعات

الصَّلْت بن طَرِيفٍ (1) المعْوَليِّ، حدّثنا غيلان بن جريرٍ عن مُطرِّفٍ قال: وجدتُ هذا الإنسانَ مُلقًى بين الله عزّ وجلّ وبين الشّيطان، فإن يعلم الله في قلبه خيرًا يجبِذْه (2) إليه، وإن لا يعلَمْ فيه خيرًا وَكَلَه إلى نفسه، ومن وَكَلَه إلى نفسه فقد هلك.

وقال جعفر بن سليمان (3): حدّثنا ثابتٌ عن مطرِّفٍ قال: لو أُخرِج قلبي فجُعِل في يدي هذه في اليسار، وجِيءَ بالخير فجُعِل في هذه اليمنى، ثمّ قُرِّبتُ من الأخرى، ما استطعتُ أن أُولِجَ قلبي منه شيئًا حتّى يكون الله عزّ وجلّ يَضَعه.

وممّا يدلُّ على أنّ الفرح من أسباب المكر ما لم يقارِنْه خوفٌ: قوله تعالى:

{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً} [الأنعام: 44].

وقال قوم قارون له:

{لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76].

فالفرح متى كان بالله وبما منَّ الله مقارنًا للخوف والحذر= لم يضرّ صاحبه، ومتى خلا عن ذلك ضرَّه ولا بدَّ.

قوله: (ويبعث على الشُّكر إلّا ما قام به الحقُّ عزّ وجلّ من حقِّ الصِّفة)، هذا الكلام يحتمل معنيين:

الصفحة

517/ 584

مرحباً بك !
مرحبا بك !