{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146]

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: محمد عزير شمس
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 584
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
والقرآن والسُّنّة مملوءان بذكرِ من يحبُّه سبحانه من عباده، وذكرِ ما يحبُّه من أعمالهم وأقوالهم وأخلاقهم. كقوله:
{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146]
،
{وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134]
،
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ} [البقرة: 222]
،
{(3) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ} [الصف: 4]
،
{مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ} [التوبة: 4].
وقوله في ضدِّ ذلك:
{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: 205]
،
{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 23]
،
{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 57]
،
{إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء: 36].
وكم في السُّنّة أحبُّ الأعمال إلى الله كذا، وإنّ الله يحبُّ كذا. كقوله:
«أحبُّ الأعمال إلى الله: الصّلاة على وقتها، ثمّ برُّ الوالدين، ثمّ الجهاد في سبيل الله» (1).
و
«أحبُّ الأعمال إلى الله: الإيمان بالله، ثمّ الجهاد في سبيل الله، ثمّ حجٌّ مبرورٌ» (2).
و
«أحبُّ العمل إلى الله: ما داوم عليه صاحبه» (3).
و
«إنّ الله يحبُّ أن يُؤخَذ برخَصِه» (4).
وأضعاف أضعاف ذلك. وفرحُه العظيم