
مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثاني
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 659
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
قال الحسن - رضي الله عنه -: عملوا واللهِ (1) بالطاعات واجتهدوا فيها، وخافوا أن تُردَّ عليهم؛ إنَّ المؤمن جمع إحسانًا وخشيةً، والمنافق جمع إساءةً وأمنًا (2).
و «الوجل» و «الخوف» و «الخشية» و «الرهبة» ألفاظ متقاربة غير مترادفة.
قال أبو القاسم الجنيد - رضي الله عنه -: الخوف توقُّع العقوبة على مجاري الأنفاس (3).
وقيل: الخوف اضطراب القلب وحركته من تذكُّر المخوف.
وقيل: الخوف قوَّة العلم بمجاري الأحكام (4). وهذا سبب الخوف، لا أنّه نفسه.
وقيل: الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره.
والخشية أخصُّ من الخوف، فإنَّ الخشية للعلماء بالله، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]، فهي خوفٌ مقرونٌ بمعرفة، وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «إنِّي أتقاكم لله وأشدُّكم له خشيةً» (5).