[مشروع آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (21)]
المحقق: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي - سعود بن العزيز العريفي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 614
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
6 ـ الطبعة الحجرية «مط»: وهي الطبعة الأولى الصادرة لهذا الكتاب بعد دخول المطبعة (1)، وقد طبع في الهند عام 1314 هـ ـ 1897 م على الحجر، في مطبعة القرآن والسنة الواقعة في بلدة «أمْرَتْسَر»، بأمر من السيد أبي الليث عبدالقدوس بن أبي محمد عبد الله الغزنوي.
وقد اهتم بطبعه الأخوان عبد الغفور وعبد الأول الغزنويان، وهو الآن نادر الوجود.
والكتاب يقع في (134) صفحة، وخطه نسخي جميل، لم يذكر طابعوه على أي النسخ الخطية اعتمدوا، ويبدو أنها مقابلة على نسخة أخرى رمز لها طابعوه في الحاشية بـ «ن» أي نسخة.
والطبعة فيها أخطاء كثيرة وتحريفات عديدة.
وقد طبع في آخره «الرسالة المدنية في تحقيق الحقيقة والمجاز» لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص/134 ـ 144).
ثم جواب شيخ الإسلام عن حديث التَّردُّد.
ثم توالت الطبعات عن هذه الطبعة إلى العصر الحاضر.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الله سبحانه المسؤول المرجو الإجابة أن يمتِّعكم بالإسلام والسنة والعافية، فإن سعادة الدنيا والآخرة ونعيمهما وفوزهما مبنيٌّ على هذه الأركان الثلاثة، وما اجتمعن في عبدٍ بوصف الكمال إلا وقد كملت نعمة الله عليه، وإلا فنصيبه من نعمة الله بحسب نصيبه منها.
والنعمة نعمتان: نعمة مطلقة ونعمة مقيدة.
فالنعمة المطلقة: هي المتصلة بسعادة الأبد، وهي نعمة الإسلام والسنة، وهي النعمة (2) التي أمرنا الله سبحانه أن نسأله في صلواتنا (3)؛ أن يهدينا صراط أهلها ومن خصَّهم (4) بها وجعلهم أهل الرفيق الأعلى، حيث يقول تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء/69].
فهؤلاء الأصناف الأربعة هم أهل هذه النعمة المطلقة، وأصحابها