
[مشروع آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (21)]
المحقق: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي - سعود بن العزيز العريفي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 614
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
وقد اتَّفقا في أكثر ما أورداه، لكن الذهبي ينفرد عنه بآثارٍ عديدة عن الصحابة (1) لم يذكرها ابن القيم في كتابه، وانفرد ابن القيم عنه بقول زينب بنت جحش أم المؤمنين رضي الله عنها (2).
هـ ـ ما جاء عن التابعين:
اتفق الذهبي وابن القيم على إيراد فصلٍ في ما جاء عن التابعين في مسألة العلو، ومن خلال عرض ما جاء من ذلك في الكتابين يتَّضح ما يلي: 1 - وقع عند الذهبي ذِكْر لبعض المرفوعات والموقوفات في هذا الفصل (3).
2 - أن عدد من ذكرهم الذهبي يفوق من ذكرهم ابن القيم (4).
3 - ينفرد الذهبي عن ابن القيم بذكر جماعة من التابعين لم يذكرهم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الله سبحانه المسؤول المرجو الإجابة أن يمتِّعكم بالإسلام والسنة والعافية، فإن سعادة الدنيا والآخرة ونعيمهما وفوزهما مبنيٌّ على هذه الأركان الثلاثة، وما اجتمعن في عبدٍ بوصف الكمال إلا وقد كملت نعمة الله عليه، وإلا فنصيبه من نعمة الله بحسب نصيبه منها.
والنعمة نعمتان: نعمة مطلقة ونعمة مقيدة.
فالنعمة المطلقة: هي المتصلة بسعادة الأبد، وهي نعمة الإسلام والسنة، وهي النعمة (2) التي أمرنا الله سبحانه أن نسأله في صلواتنا (3)؛ أن يهدينا صراط أهلها ومن خصَّهم (4) بها وجعلهم أهل الرفيق الأعلى، حيث يقول تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء/69].
فهؤلاء الأصناف الأربعة هم أهل هذه النعمة المطلقة، وأصحابها