مدارج السالكين ج4

مدارج السالكين ج4

6346 2

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الرابع

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]

تحقيق: علي بن محمد العمران- محمد عزير شمس -  نبيل بن نصار السندي -  محمد أجمل الإصلاحي

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 556

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

أجزاء الكتاب

مشاركة

فهرس الموضوعات

ويحتمل أن يريد به معنًى آخر، وهو: ما يقوى رسْمُه على القيام به، فإنّ وراء ذلك ما لا يقوى رسمُ العبد على إظهاره ولا القيام به. وهذا أظهر المعنيين من كلامه، وسياقُه إنّما يدلُّ عليه.

ولهذا قال بعد ذلك: (أو يطيقُه إشارةٌ)؛ أي: يقدر (1) على إفهامه وإظهاره هو (2) إشارةٌ، فتنهض الإشارة بكشفه.

ثمّ قال: (أو يشمله اسمٌ (3))، يعني: أو تناله عبارةٌ.

فذكر الشّيخُ خمسَ مراتب؛ الأولى: مرتبة حمل (4) العلم له. الثّانية: مرتبة إظهار الوجد له. الثّالثة: مرتبة قيام الرّسم به. الرّابعة: مرتبة إطاقة الإشارة له. الخامسة: مرتبة شمول العبارة له.

ومقصوده: أنّ موجود العارف أخفى وأدقُّ من موجود غيره، فهو غريبٌ بالنِّسبة إلى موجود سواه، وأخبر أنّ موجودَه في هذه المراتب غريبٌ، فكيف بموجودِه الذي لا يحمله علمٌ، ولا يُظهره وَجدٌ، ولا يقوم به رسمٌ، ولا تُطيقه إشارةٌ، ولا تشمله عبارةٌ؟ فهذا أشدُّ غربةً.

قوله: (فغربة العارف: غربة الغربة) الغربة: أن يكون الإنسان من (5) أبناء جنسه غريبًا، مع أنّ له نسبة بهم (6).

الصفحة

85/ 556

مرحباً بك !
مرحبا بك !