كأنّكَ غريبٌ أو عابر سبيلٍ» (1).

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الرابع
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: علي بن محمد العمران- محمد عزير شمس - نبيل بن نصار السندي - محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 556
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
كأنّكَ غريبٌ أو عابر سبيلٍ» (1).
وهكذا هو في نفس الأمر أمَرَ (2) أن يطالع ذلك بقلبه ويعرفه حقّ المعرفة.
ولي من أبياتٍ في هذا المعنى (3):
وحيّ على جنّات عدنٍ فإنّها ... منازلك الأولى وفيها المخيّم
ولكنّنا سبي العدوِّ فهل ترى ... نعود إلى أوطاننا ونسلّم
وأيُّ اغترابٍ فوق غربتنا التي ... لها أضحت الأعداءُ فينا تَحَكّم
وقد زعموا أنّ الغريبَ إذا نأى ... وشطّت به أوطانُه ليس ينعم
فمن أجل ذا لا ينعَمُ العبدُ ساعةً ... من العمر إلّا بعدها (4) يتألّم
وكيف لا يكون العبد في هذه الدّار غريبًا، وهو على جناح سفرٍ، لا يحلُّ عن راحلته إلّا بين أهل القبور؟ فهو مسافرٌ في صورة قاعدٍ، وقد قيل (5):
وما هذه الأيّام إلّا مراحل ... يحثُّ بها داعٍ إلى الموت قاصدُ
وأعجبُ مِن ذا (6) لو تأمّلتَ أنّها ... منازلُ (7) تُطوَى والمسافرُ قاعدُ