{وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الرابع
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: علي بن محمد العمران- محمد عزير شمس - نبيل بن نصار السندي - محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 556
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
ظاهرًا وباطنًا، قصدًا وقولًا وعملًا، حالًا (1) واستقبالًا. ثمّ يشهد من قوله:
{وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
جمعَ الاستعانة والتّوكُّل والتّفويض، فيشهد منه جمعَ الرُّبوبيّة. ويشهد من
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ}
جمعَ الإلهيّة، ويشهد من
{إِيَّاكَ}
الذّاتَ الجامعةَ لكلِّ الأسماء الحسنى والصِّفات العُلا.
ثمّ يشهد من
{اهْدِنَا}
عشر (2) مراتب، إذا اجتمعت حصلت الهداية:
المرتبة الأولى: هداية العلم والبيان (3)، فيجعله عالمًا بالحقِّ مدركًا له.
الثّانية: أن يُقدِره عليه (4)، وإلّا فهو غير قادرٍ بنفسه.
الثّالثة: أن يجعله مريدًا له.
الرّابعة: أن يجعله فاعلًا له.
الخامسة: أن يثبِّته على ذلك، ويستمرَّ به عليه.
السَّادسة: أن يصرف عنه الموانع والعوارض المضادَّة له.
السَّابعة: أن يهديه في الطَّريق نفسها هدايةً خاصّةً أخصَّ من الأولى، فإنّ الأولى هدايةٌ إلى الطّريق إجمالًا، وهذه هدايةٌ فيها وفي منازلها تفصيلًا.
الثَّامنة: أن يُشهِده المقصودَ في طريقه وينبِّهه عليه، فيكون مطالعًا له في سيره، ملتفتًا إليه، غير محتجبٍ بالوسيلة عنه.