{فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ} (3) [الأعراف: 143]

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الرابع
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: علي بن محمد العمران- محمد عزير شمس - نبيل بن نصار السندي - محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 556
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
فصل (1)
قال صاحب «المنازل» (2): (باب النّفَس، قال الله تعالى:
{فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ} (3) [الأعراف: 143]
).
وجه إشارته بالآية: أنّ النّفَس يكون بعد مفارقة الحال وانفصاله عن صاحبه، فشبّه الحالَ بالشّيء الذي يأخذ صاحبَه فيغتُّه (4) ويغطُّه، حتّى إذا أقلع عنه تنفّس نفَسًا يستريحُ به ويسترْوِح إليه (5).
قال (6): (وسمِّيَ النّفَسُ نفَسًا، لِترَوُّح المُتنفِّس به).
التنفيس هو: التّرويح، يقال: نفّسَ الله عنك الكرْبَ، أي: أراحَك منه، وفي الحديث الصّحيح:
«مَنْ نفّسَ عن مؤمنٍ كُرْبةً مِن كُرَب الدُّنيا نفّسَ الله عنه كُرْبةً مِن كُرَب يوم القيامة» (7).
وهذه الأحرف (8) وهي النُّون والفاء وما يُثلِّثهما تدلُّ حيث وُجِدت على