«سبحانك اللهمَّ ربَّنا وبحمدك، اللهمَّ اغفر لي».
مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الرابع
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: علي بن محمد العمران- محمد عزير شمس - نبيل بن نصار السندي - محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 556
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}. وفي «الصحيح» (1) أنّه - صلى الله عليه وسلم - ما صلّى صلاةً (2) بعد إذ أُنزلت عليه هذه السُّورة إلَّا قال فيها:
«سبحانك اللهمَّ ربَّنا وبحمدك، اللهمَّ اغفر لي».
وذلك في نهاية أمره صلوات الله وسلامه عليه. ولهذا فهم منها علماءُ الصَّحابة كعمر بن الخطّاب وعبد الله بن عبّاسٍ أنَّه أجلُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلَمَه الله إيّاه (3). فأمره سبحانه بالاستغفار في نهاية أحواله وآخر أمره أعلى ما كان مقامًا وحالًا.
وآخرُ ما سُمِع من كلامه عند قدومه على ربِّه:
«اللهمّ اغفر لي، وألحقني بالرّفيق الأعلى» (4).
وكان - صلى الله عليه وسلم - يختم (5) كلَّ عملٍ صالحٍ بالاستغفار كالوضوء، والصّلاة، والحجِّ، والجهاد، فإنّه كان إذا فرغ منه وأشرف على المدينة قال:
«آئبون، تائبون، لربِّنا حامدون» (6).
وشرع أن يختم المجلس بالاستغفار وإن كان مجلس خيرٍ وطاعةٍ الصحيحة» (3164). وقد فصل المؤلف القول فيه وفي شواهده في «تهذيب السنن»، فانظره مع تعليق المحقق عليه (3/ 357 - 361)." data-margin="7">(7).