العبدَ التّقيَّ الغنيَّ الخفيّ» (1).

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الرابع
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: علي بن محمد العمران- محمد عزير شمس - نبيل بن نصار السندي - محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 556
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
العبدَ التّقيَّ الغنيَّ الخفيّ» (1).
وقد يريد به قولَه - صلى الله عليه وسلم -:
«ربّ أشعثَ أغبرَ مدفوعٍ بالأبواب لا يُؤبَه له، لو أقسم على الله لأبَرّه» (2).
وقولَه في الحديث الآخر
وقد مرّ به رجلٌ فقال: ما تقولون في هذا؟ فقالوا: هذا حريٌّ إن شفَع أن يُشَفّع، وإن خطَب أن يُنكَح، وإن قال أن يُسمع لقوله. ثمّ مرّ به آخر فقال: ما تقولون في هذا؟ فقالوا: هذا حريٌّ إن شفَع ألّا يُشفّع، وإن خطَب: أن لا يُنكَح، وإن قال: لم (3) يُسمع لقوله. فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «هذا خيرٌ مِن ملء الأرض مِثل هذا» (4).
فصل
قال (5): (وهم على ثلاث (6) طبقاتٍ، الطّبقة الأولى: طائفةٌ علَت هممُهم، وصفَت قصودُهم، وصحّ سلوكُهم، ولم يوقَف لهم على رسمٍ، ولم يُنسبوا إلى اسمٍ، ولم تُشِرْ إليهم الأصابع (7). أولئك ذخائر الله حيث كانوا).
ذكر لهم ثلاثَ صفاتٍ ثبوتيَّةٍ، وثلاثًا (8) سلبيّةً.