{وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: 11]

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الرابع
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: علي بن محمد العمران- محمد عزير شمس - نبيل بن نصار السندي - محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 556
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
ومنها قوله:
{وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان: 11]
، فالنضرة جمال الوجوه، والسُّرور جمال القلوب.
ومنها قوله:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22]
، فالنضرة تزيِّن ظواهرها، والنّظر يجمِّل بواطنها.
ومنها قوله:
{وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان: 21]
، فالأساور جمَّلت ظواهرهم، والشراب الطهور طهَّر بواطنهم.
ومنها قوله:
{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ} [الصافات: 6 - 7]
، فجمَّل ظاهرها بالكواكب، وباطنها بالحراسة من الشياطين.
رجعنا إلى شرح كلامه.
قوله: (وهم أهل التّلبيس) يعني: أنَّهم المذكورون في باب القبض وهم الفرقة الثانية الذين سُتروا بلباس التلبيس في (1) أعين الناس، فلا تُرى حقائقهم.
قوله: (وإنَّما بسطوا في ميدان البسط)، أي: بسطهم الحقُّ سبحانه، ولم يتعمَّلوا البسط من أنفسهم. وميدان البسط هو الذي نصبه لهم الحق سبحانه (2) على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، لا ما يظنُّه الملحد (3) أنَّه السماع الشهيُّ، وملاحظة