مدارج السالكين ج3

مدارج السالكين ج3

14273 1

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثالث

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]

تحقيق: محمد عزير شمس 

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 584 

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

أجزاء الكتاب

مشاركة

فهرس الموضوعات

الأمّة. فأراد أن يكون ذلك الجزء مضافًا إلى ما له من الشّوق الذي يختصُّ به.

فصل

والشّوق أثرٌ من آثار المحبّة، وحكمٌ من أحكامها. فإنّه سفرُ القلب إلى المحبوب في كلِّ حالٍ.

وقيل: هو اهتياجُ القلوب إلى لقاء المحبوب (1).

وقيل: هو احتراقُ الأحشاء، وتلهُّبُ القلوب، وتقطُّعُ الأكباد. والمحبّة أعلى منه، لأنّ الشّوق عنها يتولّد (2)، وعلى قَدْرِها يقوى ويضعُف.

قال يحيى بن معاذٍ - رحمه الله -: علامةُ الشّوق فِطام الجوارحِ عن الشّهوات (3).

وقال أبو عثمان - رحمه الله -: علامته حبُّ القرب مع الرّاحة والعافية (4)، كحال يوسف لمّا أُلقي في الجُبِّ لم يقلْ: «تَوَفَّني»، ولمّا أُدخِل السِّجن لم يقل: «تَوفَّني»، ولمّا تَمَّ له الأمر والنِّعمة قال:

{تَوَفَّنِي مُسْلِمًا} [يوسف: 101].

قال ابن خَفيفٍ - رحمه الله -: الشّوق ارتياحُ القلوب بالوجد، ومحبّة اللِّقاء والقرب (5).

الصفحة

433/ 584

مرحباً بك !
مرحبا بك !