
مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: محمد عزير شمس
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 584
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
إعطائه حُكمَ نظائره: كنِهْبٍ بمعنى منهوبٍ، وذِبْحٍ للمذبوحٍ، وحِمْلٍ للمحمول. بخلاف الحَمْل الذي هو مصدرٌ, لخفّته. ثمّ ألحقوا به حملًا لا يَشُقُّ على حاملِه حَملُه، كحمل الشّجرة والولد.
فتأمَّلْ هذا اللُّطف والمطابقة والمناسبة العجيبة بين الألفاظ والمعاني تُطلِعْك على قدر هذه اللُّغة، وأنّ لها شأنًا ليس لسائر اللُّغات.
فصل
في ذكر رسومٍ وحدودٍ قيلتْ في المحبّة بحسب آثارِها وشواهدها, والكلام على ما يحتاج إلى الكلام منها (1).
الأوّل، قيل: المحبّة الميل الدّائم، بالقلب الهائم (2).
وهذا الحدُّ لا تمييز فيه بين المحبّة الخاصّة والمشتركة، والصّحيحة والمعلولة.
الثّاني: إيثار المحبوب، على جميع المصحوب (3).
وهذا حكمٌ من أحكام المحبّة وأثرٌ من آثارها.
الثّالث: موافقة الحبيب، في المشهد والمَغِيب (4).