«إنّ الدِّين يُسْرٌ، ولن يُشَادَّ الدِّينَ أحدٌ إلّا غَلَبه, فسَدِّدوا وقَارِبوا وأبشِروا، واستعينوا بالغَدوة والرَّوحة وشيءٍ من الدُّلْجَة» (1).

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: محمد عزير شمس
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 584
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
أو سعى بين الصّفا والمروة عشرًا، ونحو ذلك عمدًا.
وغلوٌّ يُخاف منه الانقطاع والاستحسار. كقيام اللّيل كلِّه, وسرد الصِّيامِ الدّهْرَ أجمعَ بدون صوم أيّام النّهي, والجور على النُّفوس في العبادات والأوراد، الذي قال فيه النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
«إنّ الدِّين يُسْرٌ، ولن يُشَادَّ الدِّينَ أحدٌ إلّا غَلَبه, فسَدِّدوا وقَارِبوا وأبشِروا، واستعينوا بالغَدوة والرَّوحة وشيءٍ من الدُّلْجَة» (1).
يعني: استعينوا على طاعة الله بالأعمال في هذه الأوقات الثّلاثة, فإنّ المسافر يستعين على قَطْع مسافة السّفر بالسَّير فيها.
وقال:
«لِيُصَلِّ أحدُكم نشاطَه, فإذا فَتَر فلْيَرْقُدْ».
رواهما البخاريُّ (2).
وفي «صحيح مسلم» (3) عنه:
«هَلَكَ المتنطِّعون».
قالها ثلاثًا. وهم المتعمِّقون المتشدِّدون.
وفي «صحيح البخاري» (4) عنه:
«عليكم من الأعمال بما تُطيقون، فوالله لا يَمَلُّ الله حتّى تَمَلُّوا».
«إنّ هذا الدِّين مَتِينٌ, فأوغِلْ فيه برِفقٍ, ولا تُبَغِّضْ