مدارج السالكين ج3

مدارج السالكين ج3

14273 1

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثالث

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]

تحقيق: محمد عزير شمس 

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 584 

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

أجزاء الكتاب

مشاركة

فهرس الموضوعات

وكان الصِّدِّيق - رضي الله عنه - أعظمَ الأمّة فراسةً. وبعده عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه -، ووقائع فراسته مشهورةٌ، فإنّه ما قال لشيءٍ «أظنُّه كذا» إلّا كان كما قال (1). ويكفي في فراسته موافقتُه ربّه في المواضع المعروفة (2).

ومرّ به سَواد بن قاربٍ ولم يكن يعرفه، فقال: لقد أخطأ ظنِّي، أو أنّ هذا كاهنٌ، أو كان يعرف الكهانة في الجاهليّة. فلمّا جلس بين يديه قال له ذلك عمر. فقال: سبحان الله! يا أمير المؤمنين، ما استقبلتَ أحدًا من جلسائك بمثل ما استقبلتَني به. فقال له عمر - رضي الله عنه -: ما كنّا عليه في الجاهليّة أعظم من ذلك. ولكن أخبرني عمّا سألتُك. فقال: صدقتَ يا أمير المؤمنين، كنتُ كاهنًا في الجاهليّة. ثمّ ذكر القصّة (3).

وكذلك عثمان بن عفّان - رضي الله عنه - كان صادقَ الفراسة. قال أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه -:

دخلتُ على عثمان بن عفّان - رضي الله عنه -، وكنت رأيتُ في الطّريق امرأةً تأمّلتُ محاسنَها، فقال عثمان - رضي الله عنه -: يدخل عليّ أحدكم وأثر الزِّنا ظاهرٌ في عينيه. فقلت: أوحيٌ بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: لا، ولكن تبصرةٌ وبرهانٌ وفراسةٌ صادقةٌ (4).

الصفحة

305/ 584

مرحباً بك !
مرحبا بك !