{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: محمد عزير شمس
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 584
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
فصل
ومن منازل
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
: منزلة المراد.
أفردها القوم بالذِّكر. وفي الحقيقة فكلُّ مريدٍ مرادٌ، بل لم يصر مريدًا إلّا (1) بعد أن كان مرادًا، لكنّ القوم خصُّوا المريد بالمبتدئ، والمراد بالمنتهي.
قال أبو عليٍّ الدّقّاق - رحمه الله -: المريد متحمِّلٌ، والمراد محمولٌ (2).
وقال: كان موسى مريدًا، إذ قال:
{رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي} [طه: 25]
، ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - مرادًا، إذ قيل له:
{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1]
(3).
وسئل الجنيد - رحمه الله - عن المريد والمراد، فقال: المريد يتولَّاه سياسةُ العلم، والمراد يتولَّاه رعايةُ الحقِّ. لأنّ المريد يسير، والمراد يطير، فمتى يلحق السّائرُ الطّائرَ؟ (4).
فصل
قال صاحب «المنازل» - رحمه الله - (5): (باب المراد. قال الله تعالى:
{وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [القصص: 86].
أكثر