
مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثاني
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 659
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
فصل
ومن منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: منزلة الحياء.
قال الله تعالى: {(13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ} [العلق: 14] (1).
وفي «الصحيحين» (2) من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّ برجل وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال: «دعه، فإنَّ الحياء من الإيمان».
وفيهما (3) عن عمران بن الحصينٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الحياء لا يأتي إلَّا بخيرٍ».
وفيهما (4) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «الإيمان بضعٌ وسبعون ــ أو: بضعٌ وستُّون ــ شعبةً، فأفضلها: قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبةٌ من الإيمان».
وفيهما (5) عن أبي سعيد - رضي الله عنه -: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشدَّ حياءً من العذراء في خدرها، فإذا رأى شيئًا يكرهه عرفناه في وجهه.