مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثاني
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 659
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
بأغراضه وحظوظه العاجلة. وأمَّا إذا ألحَّ على الله في سؤاله ما فيه رضاه والقرب منه، فإنّ ذلك لا يقدح في مقام الرِّضا أصلًا.
وفي الأثر: «إنَّ الله يحبُّ المُلحِّين في الدعاء» (1).
وقال أبو بكرٍ الصدِّيق للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر: يا رسول الله، قد ألححتَ على ربِّك، كفاك بعض مناشدتك لربِّك (2). فهذا الإلحاح عين العبوديَّة.
وفي «سنن ابن ماجه» (3) من حديث أبي صالحٍ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من لم يسأل الله يغضب عليه».
فإذا كان سؤاله يُرضيه لم يكن الإلحاح فيه منافيًا لرضاه، وحقيقة الرِّضا: موافقته سبحانه في رضاه. بل الذي ينافي الرِّضا: أنه يلحُّ عليه متحكِّمًا عليه، متخيِّرًا عليه (4) ما لا يعلم هل يرضيه أم لا؟ كمن يلحُّ على ربِّه في ولاية