
مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثاني
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 659
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
{فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48] أي لا تكون شفاعةٌ فتنفع، وقولِه: {لَا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا} [البقرة: 123] أي لا يكون عدلٌ فيقبل، ونظائره. قال امرؤ القيس (1):
على لاحبٍ لا يهتدى لمناره
أي ليس له منارٌ يهتدى له (2).
قال ابن الأنباري: وتأويل الآية: لا يسألون البتَّة، فيخرجهم السُّؤال في بعض الأوقات إلى الإلحاف، فجرى هذا مجرى قولك: فلانٌ لا يرجى خيره، أي ليس له خيرٌ فيرجى.
وقال أبو عليٍّ: لم يثبت في هذه الآية مسألةٌ منهم، لأنَّ المعنى: ليس منهم مسألة فيكونَ منهم إلحافٌ. قال: ومثل ذلك قول الشاعر (3):
لا يُفزِع الأرنبَ أهوالُها ... ولا ترى الضبَّ بها ينجحرْ
أي ليس بها أرنب فيفزَع لهولها، ولا ضبٌّ فينجحر.
وقال الفرَّاء (4): نفى الإلحاف عنهم، وهو يريد جميع وجوه السُّؤال.