مدارج السالكين ج2

مدارج السالكين ج2

4704 3

مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثاني

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]

تحقيق: نبيل بن نصار السندي 

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 659 

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

اجزاء الكتاب

مشاركة

فهرس الموضوعات

وقال آخرون: إنَّما يقال لها ذلك عند البعث. هذا قول عكرمة وعطاءٍ والضحَّاك وجماعة (1).

وقال آخرون: الكلمة الأولى وهي (2) {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} تقال لها عند الموت، والكلمة الثانية وهي {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي} إنما تقال لها يوم القيامة. قال أبو صالحٍ: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} هذا عند خروجها من الدُّنيا، فإذا كان يوم القيامة قيل: {الصَّرْحَ فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي} (3).

والصواب: أنَّ هذا القول يقال لها عند الخروج من الدُّنيا ويوم القيامة (4). فإنَّ أوَّل بعثها عند مفارقتها الدُّنيا، وحينئذٍ فهي في الرفيق الأعلى ــ إن كانت مطمئنَّةً إلى الله ــ وفي جنَّته، كما دلَّ عليه الأحاديث الصحيحة. فإذا كان يوم القيامة قيل لها ذلك، وحينئذٍ يكون تمام الرُّجوع إلى الله ودخول الجنَّة. فأوَّل ذلك عند الموت، وتمامه ونهايته يوم القيامة، فلا اختلاف في الحقيقة.

ولكنَّ الشيخ أخذ من إشارة الآية أنَّ رجوعها إلى الله من الخلق في هذا العالم إنَّما يحصل برضاها. ولكن لو استدلَّ بالآية في مقام الطُّمأنينة لكان

الصفحة

489/ 659

مرحبًا بك !
مرحبا بك !