
مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثاني
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 659
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
وأمر الله به رسولَه في أربعة مواضع من كتابه (1)، وسمَّاه المتوكِّل (2) كما في «صحيح البخاري» (3) عن عبد الله بن عمرو قال: قرأت في التوراة (4) صفة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «محمَّدٌ رسول الله، سمَّيته المتوكِّل، ليس بفظٍّ ولا غليظٍ، ولا صخَّابٍ (5) في الأسواق (6)».
وأخبر عن رسله بأنَّ حالهم كان التوكُّل، وبه انتصروا على قومهم (7).
وأخبر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنَّة بغير حسابٍ أنَّهم أهل مقام التوكُّل (8).
ولم يجئ التفويض في القرآن إلَّا فيما حكاه عن مؤمن آل فرعون من قوله: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ} [غافر: 44].
وقد أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - بأن يتَّخذه وكيلًا، فقال: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ