
مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثاني
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 659
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
قال سهل بن عبد الله - رضي الله عنه -: من طعن في الحركة فقد طعن في السُّنَّة، ومن طعن في التوكُّل فقد طعن في الإيمان، فالتوكُّل حال النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - والكسبُ سنَّته، فمن عمل على حاله فلا يتركنَّ سنَّته (1).
وهذا معنى قول أبي سعيدٍ: هو اضطرابٌ بلا سكونٍ وسكونٌ بلا اضطرابٍ، وقول سهلٍ أبين وأرفع.
وقيل: التوكُّل قطع علائق القلب بغير الله. سئل سهلٌ عن التوكُّل فقال: قلبٌ عاش مع الله بلا علاقةٍ (2).
وقيل: التوكُّل هجر (3) العلائق ومواصلة الحقائق.
وقيل: التوكُّل أن يستوي عندك الإكثار والإقلال (4). وهذا من موجَباته وآثاره، لا أنَّه حقيقته.
وقيل: هو ترك كلِّ سببٍ يُوصل (5) إلى مسبَّبٍ، حتَّى يكون الحقُّ هو المتولِّي لذلك (6). وهذا صحيح من وجهٍ، باطل من وجهٍ، فترك الأسبابِ المأمورِ بها قادحٌ في التوكُّل، وقد تولَّى الحقُّ إيصال العبد بها. وأمَّا ترك