
مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثاني
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 659
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
قيل (1): أمَّا الاعتداد بها في الثواب فلا يعتدُّ له منها إلا بما عَقَل فيه (2) وخشع فيه لربِّه. قال ابن عبّاسٍ - رضي الله عنهما -: ليس لك من صلاتك إلَّا ما عقلت منها (3).
وفي «السنن» و «المسند» السنن الكبرى» للنسائي (614، 615) و «مسند أحمد» (18879، 18894). وقد سبق تخريجه والكلام عليه (1/ 170)." data-margin="4">(4) مرفوعًا: «إنَّ العبد ليصلِّي الصلاة ولم يُكتَب له إلا نصفُها، إلا ثلثُها، إلا رُبعُها ... » حتَّى بلغ عُشرَها.
وقد علَّق الله فلاح المصلِّين بالخشوع في صلاتهم، فدلَّ على أنَّ مَن لم يخشع فيها فليس من أهل الفلاح، ولو اعتُدَّ له بها ثوابًا لكان من المفلحين.
وأمَّا الاعتداد بها في أحكام الدُّنيا وسقوط القضاء، فإن غلب عليها الخشوع وتعقُّلها اعتُدَّ بها إجماعًا، وكانت السُّنن والأذكار عقيبها جوابرَ ومكمِّلاتٍ لنقصها. وإن غلب عليه عدم الخشوع فيها وعدم تعقُّلها، فقد اختلف الفقهاء في وجوب إعادتها، فأوجبها أبو عبد الله بن حامدٍ من أصحاب أحمد (5)، وأبو حامدٍ الغزاليُّ في «إحيائه» (6)، لا في «وسيطه» و «بسيطه».