
مدارج السالكين في منازل السائرين- المجلد الثاني
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (31)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثانية، 1441 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 659
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
الطِّفل يسكن إلى الصوت الطيِّب، والجمل يُقاسي تعب السَّير ومشقَّة الحمولة فيهوَّن عليه بالحُداء (1).
وبأنَّ الصوت الطيِّب نعمة من الله على صاحبه وزيادةٌ في خلقه.
وبأنَّ الله ذمَّ الصوت الفظيع، فقال: {إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19].
وبأنَّ الله وصف نعيم الجنة فقال فيه: {فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم: 15]، وأن ذلك هو السماع الطيِّب (2)، فكيف يكون حرامًا وهو في الجنَّة؟
وبأنَّ الله تعالى ما أَذِن لشيءٍ كأَذَنه ــ أي: كاستماعه ــ لنبيٍّ حسن الصوت يتغنَّى بالقرآن (3).
وبأنَّ أبا موسى الأشعريَّ - رضي الله عنه - استمع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - صوتَه وأثنى عليه بحُسن الصوت وقال: «لقد أوتي هذا مزمارًا من مزامير آل داود»، وقال له أبو موسى: لو أعلم أنَّك استمعت لحبَّرتُه لك تحبيرًا (4). أي زيَّنته لك وحسَّنته.