«وأما القسم الثاني وهو أن الإنسان عبارةٌ عن جسم مخصوص موجود في داخل هذا البدن، فالقائلون بهذا القول اختلفوا في تعيين ذلك الجسم على وجوه: الأول: أنه عبارة عن الأخلاط [117 أ] الأربعة التي منها يتولد (3) هذا البدن. والثاني: أنه الدم. والثالث: أنه الروح اللطيفُ الذي يتولَّد في الجانب الأيسر من القلب، وينفذ في الشَّرْيانات إلى سائر الأعضاء. والقول الرابع: أنه الروح الذي يصعد في القلب (4) إلى الدماغ ويتكيف بالكيفية الصالحة لقبول قوة الحفظ والفكر والذكر. والخامس: أنه جزء لا يتجزأ في القلب. والسادس: أنه جسم مخالف (5) بالماهية لهذا الجسم المحسوس،
