[مشروع آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (21)]
المحقق: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي - سعود بن العزيز العريفي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 614
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
وجاء في ورقة أخرى أسفل الصفحة من الجهة اليُسرى تملُّك لأحد الحنابلة: «لله الحمد، مَلَكَهُ من فضل الله وكرمه فقير عفو الله تعالى، الراجي رحمة ربه، القادر سبحانه، علي [ .... ] سلامة الحنبلي (1) عافاه الله تعالى.
وجاء في آخر النسخة ما نصه: «تمت الرسالة بحمد الله وحسن توفيقه، وهي «اجتماع الجيوش الإسلامية» لابن قيم الجوزية رضي الله عنه، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. حسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا».
وهذه النسخة على الرغم من جودة خطها ووضوحه غير مقابلة على أصلها أو على نسخة أخرى، ومن ثمَّ كَثُر فيها السقط في مواضع عديدة، وانتقال النظر، ومن ثمَّ جعلت هذه النسخة مساعدة للكشف عن المواضع المشكلة أو الألفاظ التي فيها فروق النسخ.
5 ـ النسخة العراقية «ع»: وهي محفوظة بمكتبة الأوقاف العامة ببغداد تحت رقم (4/ 6685 ـ مجاميع).
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الله سبحانه المسؤول المرجو الإجابة أن يمتِّعكم بالإسلام والسنة والعافية، فإن سعادة الدنيا والآخرة ونعيمهما وفوزهما مبنيٌّ على هذه الأركان الثلاثة، وما اجتمعن في عبدٍ بوصف الكمال إلا وقد كملت نعمة الله عليه، وإلا فنصيبه من نعمة الله بحسب نصيبه منها.
والنعمة نعمتان: نعمة مطلقة ونعمة مقيدة.
فالنعمة المطلقة: هي المتصلة بسعادة الأبد، وهي نعمة الإسلام والسنة، وهي النعمة (2) التي أمرنا الله سبحانه أن نسأله في صلواتنا (3)؛ أن يهدينا صراط أهلها ومن خصَّهم (4) بها وجعلهم أهل الرفيق الأعلى، حيث يقول تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء/69].
فهؤلاء الأصناف الأربعة هم أهل هذه النعمة المطلقة، وأصحابها