[مشروع آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (21)]
المحقق: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي - سعود بن العزيز العريفي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 614
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
اجتماع الجيوش الإسلامية على حرب المعطلة والجهمية
تأليف الإمام العلامة محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (691 - 751)
تحقيق زايد بن أحمد النشيري
عليه منهم خافية، لأنه أبان في هذه الآيات [أنَّ ذاته بنفسه] (1) فوق عباده؛ لأنه قال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ} [الملك/16] يعني: فوق العرش، والعرش على السماء، لأن من كان فوق شيء على السماء، فهو في السماء وقد قال: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} [التوبة/2]، يعني: على الأرض، لا يريد الدخول في جوفها (2)، وكذلك قوله: {يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ} [المائدة/26]، يعني: على الأرض، وكذلك قوله تعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه/71] يعني: فوقها عليها (3).
وقال في موضع آخر: «فبيَّن عروج الأمر وعروج الملائكة، ثم وصف وقت عروجها بالارتفاع صاعدة إليه، فقال: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ} [المعارج/4]، فذكر صعودها إليه ووصولها بقوله (4) إليه، كقول القائل: اصعد إلى فلان في ليلة [ب/ق 70 ب] أو يوم، وذلك أنه في العلو وأن صعودك إليه في يوم، فإذا صعدوا إلى العرش فقد صعدوا إلى الله عز وجل، وإن كانوا لم