[مشروع آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (21)]
المحقق: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي - سعود بن العزيز العريفي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 614
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
اجتماع الجيوش الإسلامية على حرب المعطلة والجهمية
تأليف الإمام العلامة محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (691 - 751)
تحقيق زايد بن أحمد النشيري
أُناسًا من الكفار يقال لهم: السُّمَنِيَّة (1)، فعرفوا الجهم، فقالوا له: نكلمك فإن ظهرت حجتنا عليك دخلت في ديننا، وإن ظهرت حجتك علينا دخلنا في دينك، وكان فيما (2) كلموا جهمًا، قالوا: ألست تزعم أن لك إلهَا؟ قال الجهم [ب/ق 53 ب]: نعم. قالوا له: فهل رأت عينك إلهك؟ قال: لا. قالوا: فهل سمعت كلامه؟ قال: لا. قالوا: فهل شممت له رائحة؟ قال: لا. قالوا: فهل وجدت له حِسًّا؟ قال: لا. قالوا: فهل وجدت له مَجَسًّا؟ قال: لا. قالوا: فما يدريك أنه إله؟ قال: فتحيَّر الجهم فلم يدر مَنْ يعبد (3) أربعين يومًا، ثم إنه استدرك حُجَّة من جنس حُجج (4) زنادقة النصارى، وذلك أن زنادقة النصارى يزعمون أن الروح الذي (5) في عيسى ابن مريم روح الله ومن ذات الله، فإذا أراد أن يُحْدِث أمرًا دخل في بعض خلقه؛ فتكلم على لسانه، فيأمر بما يشاء وينهى عما يشاء، وهو روح غائب عن الأبصار، فاستدرك الجهم حجة (6) مثل هذه الحجة، فقال للسُّمَني: ألست تزعم أن فيك روحًا؟ [ظ/ق 50 أ] قال: نعم. قال: فهل رأيت روحك؟ قال: لا. قال: فهل سمعت كلامه؟ قال: