
[مشروع آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (21)]
المحقق: زائد بن أحمد النشيري
راجعه: محمد أجمل الإصلاحي - سعود بن العزيز العريفي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الرابعة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 614
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
اجتماع الجيوش الإسلامية على حرب المعطلة والجهمية
تأليف الإمام العلامة محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (691 - 751)
تحقيق زايد بن أحمد النشيري
العرب تقول: استوى فلان على بلد كذا إذا استولى عليه وقهر؟ قلنا: لأصحابنا عن هذا أجوبة: أحدها: أنه لو كان استوى بمعنى: استولى؛ لم يكن لتخصيصه العرش بالاستواء معنى؛ لأنه مستولٍ على كل شيء غيره، فكان يجوز أن يقال: الرحمن على الجبل استوى، وهذا باطل.
الثاني: أن العرب لا تدخل «ثُمَّ» إلا (1) لأمرٍ مستقبل سيكون، والله تعالى لم يزل قادرًا قاهرًا مستوليًا على الأشياء، فلم يكن بزعمهم لقوله {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} معنًى.
الثالث: أن الاستواء بمعنى الاستيلاء لا يكون عند العرب إلا بعد أن يكون ثَمَّ مُغالبٌ يغالبه، فإذا غلبه وقهره قيل: قد استولى عليه، فلمَّا لم يكن مع الله مغالب لم يكن معنى استوائه على عرشه: استيلاءه عليه (2)، وصح أن استواءه عليه (3) هو: علوه وارتفاعه عليه بلا حدٍّ ولا كيف ولا تشبيه.
ثم ذكر عن الخليل بن أحمد، وابن الأعرابي أن الاستواء في اللغة هو: العلو والرفعة؛ لأنهم يقولون: استوت الشمس: إذا تعالت، واستوى