زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الرابع
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 616
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
وفي «صحيحٍ مسلم» (1): أنَّه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل بيته بدأ بالسِّواك.
والأحاديث فيه كثيرةٌ. وصحَّ عنه (2) أنَّه استاك عند موته (3). وصحَّ عنه أنَّه قال: «أكثرتُ عليكم في السِّواك» (4).
أصلَحُ ما اتُّخِذَ السِّواك من خشب الأراك ونحوه. ولا ينبغي أن يؤخذ من شجرةٍ مجهولةٍ، فربَّما كانت سمًّا. وينبغي القصد في استعماله، فإن بالغ فيه فربَّما أذهب طُلاوةَ الأسنان وصِقالَها، وهيَّأها لقبول الأبخرة المتصاعدة من المعدة والأوساخ. ومتى استعُمِل باعتدالٍ جلا الأسنانَ وقوَّاها (5)، وقوَّى العُمُور (6)، وأطلق اللِّسان، ومنع الحفر (7)، وطيَّب النَّكهة، ونقَّى الدِّماغ، وشهَّى الطَّعام. وأجودُ ما استُعمل مبلولًا بماء الورد.
ومن أنفعه: أصول الجَوز. قال صاحب «التَّيسير» (8): زعموا أنَّه إذا