
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الرابع
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 616
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
وأنت إذا تأمَّلت الأمراض والآفات الَّتي حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابها بالشَّهادة وجدتها من الأمراض الَّتي لا علاج لها، كالمطعون والمبطون والمجنوب (1) والحريق (2) والغريق وموت المرأة يقتلها ولدُها في بطنها (3). فإنَّ هذه بلايا من الله، لا صنع للعبد فيها، ولا علاج لها، وليست أسبابها محرَّمةً، ولا يترتَّب عليها من فساد القلب وتعبُّده لغير الله ما يترتَّب على العشق.
فإن لم يكف هذا في إبطال نسبة هذا الحديث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلِّد أئمَّةَ الحديث العالمين به وبعلله، فإنَّه لا يُحفَظ عن إمامٍ واحدٍ منهم قطُّ أنَّه شهد له بصحَّةٍ، بل ولا بحسنٍ. كيف وقد أنكروا على سويد هذا الحديث، ورمَوه لأجله بالعظائم، واستحلَّ بعضُهم غزوَه لأجله! قال أبو أحمد بن عديٍّ في «كامله» (4): هذا الحديث أحد ما أُنكِر على سويد. وكذلك قال البيهقي (5): إنَّه ممَّا أنكر عليه. وكذلك قال ابن طاهرٍ في