
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الرابع
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: محمد أجمل الإصلاحي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 616
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
في مرضه، وعصبُ الرَّأس ينفع في وجع الشَّقيقة وغيرها من أوجاع الرَّأس.
فصل وعلاجه يختلف باختلاف أنواعه وأسبابه. فمنه ما علاجه بالاستفراغ، ومنه ما علاجه بتناول الغذاء، ومنه ما علاجه بالسُّكون والدَّعة، ومنه ما علاجه بالضَّمادات، ومنه ما علاجه بالتَّبريد، ومنه ما علاجه بالتَّسخين، ومنه ما علاجه بأن يجتنب سماع الأصوات والحركات.
إذا عُرِف هذا، فعلاجُ الصُّداع في هذا الحديث بالحنَّاء هو جزئيٌّ، لا كلِّيٌّ؛ وهو علاج نوعٍ من أنواعه. فإنَّ الصُّداع إذا كان من حرارةٍ ملهبةٍ ولم يكن من مادَّةٍ يجب استفراغها نفَع فيه الحنَّاءُ نفعًا ظاهرًا. وإذا دُقَّ وضمِّدت به الجبهةُ مع الخلِّ سكن الصُّداع. وفيه قوَّةٌ موافقةٌ للعصَب إذا ضمِّد به سكَّن أوجاعَه. وهذا لا يختصُّ بوجع الرَّأس بل يعمُّ الأعضاءَ. وفيه قبضٌ يشدُّ به الأعضاء. وإذا ضمِّد به موضعُ الورم الحادِّ الملتهب سكَّنه.
وقد روى البخاريُّ في «تاريخه» وأبو داود في «السُّنن» سنن أبي داود» (3858) من حديث سلمى خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأخرجه أيضًا أحمد (27617، 27618)، والطَّبرانيُّ في «الكبير» (24/ 298)، وابن عديٍّ في «الكامل» (5/ 500). وفي إسناده اختلاف، وصحَّحه الطَّبريُّ في «التَّهذيب» (1/ 509 - مسند ابن عبَّاس)، والحاكم (4/ 40، 206، 407)، وحسَّنه النَّوويُّ في «المجموع» (9/ 61)، وابن مفلح في «الآداب الشَّرعيَّة» (2/ 402)، والألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (2059)." data-margin="1">(1) أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شكا إليه أحدٌ وجعًا في رأسه إلا قال له: «احتجِمْ»، ولا شكا (2) وجعًا في رجليه إلا قال له: «اختضِبْ بالحنَّاء».