زاد المعاد في هدي خير العباد ج3

زاد المعاد في هدي خير العباد ج3

11625 1

زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثالث

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]

تحقيق: نبيل بن نصار السندي

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 881

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

اجزاء الكتاب

مشاركة

فهرس الموضوعات

- وقال عبد الله بن المبارك: هو مجاهدة النفس والهوى.
ولم يُصِب من قال: إن الآيتين منسوختان لظنِّه أنهما تضمَّنتا (1) الأمرَ بما لا يطاق. وحقُّ تقاته وحقُّ جهاده: هو ما يُطيقه كلُّ عبد في نفسه، وذلك يختلف باختلاف أحوال المكلَّفين في القدرة والعجز والعلم والجهل، فحقُّ التقوى وحقُّ الجهاد بالنسبة إلى القادر المتمكن العالم شيء، وبالنسبة إلى العاجز الجاهل والضعيف شيء.
وتأمَّلْ كيف عَقَّب الأمرَ بذلك بقوله: {اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ} [الحج: 78]ــ والحرج: الضيق ــ، بل جعله واسعًا يَسَعُه كلُّ أحدٍ كما جعل رزقَه يسعُ كلَّ حيٍّ، فكلَّف العبد ما (2) يسعه العبدُ ورزق العبدَ ما يسعُ العبدَ، فهو يسع تكليفَه ويسعه رزقُه، وما جعل على عبده في الدين من حرج بوجهٍ ما؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بُعثِتُ بالحنيفيَّةِ السَّمْحة» (3) أي: بالملة، فهي حنيفيَّة في التوحيد سمحة في العمل.
وقد وسَّع سبحانه على عباده غايةَ التوسعة في دينه ورزقه وعفوه

الصفحة

10/ 881

مرحبًا بك !
مرحبا بك !