
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 881
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
فصل في قدوم وفد صُداءٍ في سنة ثمان وقدم عليه - صلى الله عليه وسلم - وفد صداء (1)، وذلك أنه لما انصرف من الجعرانة بعث بعوثًا، وهيَّأ بعثًا استعمل عليهم قيس بن سعد بن عبادة، وعقد له لواءً أبيض ودفع إليه رايةً سوداء وعسكر بناحية قناةَ (2) في أربعمائة من المسلمين وأمره أن يطأ ناحيةً من اليمن كان فيها صُداءٌ.
فقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل منهم، وعلم بالجيش فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، جئتك وافدًا على (3) من ورائي، فاردد الجيش وأنا لك بقومي، فردَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيس بن سعد من صدرِ قناةَ، وخرج الصُّدائي إلى قومه، فقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسة عشر رجلًا منهم، فقال سعد بن عبادة: يا رسول الله، دعهم ينزلوا عليَّ، فنزلوا عليه فحياهم وأكرمهم وكساهم، ثم راح بهم إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فبايعوه على الإسلام وقالوا: نحن لك على مَن وراءنا مِن قومنا، فرجعوا إلى قومهم ففشا فيهم الإسلام، فوافى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم مائة رجل في حجة الوداع. ذكر هذا الواقدي (4) عن بعض بني المصطلق.
وذكر (5) من حديث زياد بن الحارث الصُّدائي أنه الذي قدم على