
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 881
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
بذي الهَرْم (1) فلما دخل المغيرة بن شعبة علاها يضربها بالمِعول وقام دونه بنو مُعتِّب (2) خشية أن يُرمى أو يصاب كما أصيب عروة، وخرج نساء ثقيفٍ حُسَّرًا يبكين عليها، ويقول أبو سفيان ــ والمغيرة يضربها بالفأس ــ: واهًا لكَ واهًا لكَ (3)! فلما هدمها المغيرة وأخذ مالها وحليَّها أرسل إلى أبي سفيان مجموعَ مالِها من الذهب والفضة والجَزْع (4).
وقد كان أبو مليح بن عروةَ وقاربُ بن الأسود قدما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل وفد ثقيف حين قُتل عروة يريدان فراقَ ثقيفٍ وأن لا يُجامعاها (5) على شيء أبدًا فأسلما، فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «توَلَّيا من شئتما»، فقالا: نتولى الله ورسوله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وخالَكما أبا سفيان بن حرب»، فقالا: وخالنا أبا سفيان (6).