
زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 881
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
وراية الأنصار مع سعد بن عبادة، فتراموا بالنبل ساعةً (1) ثم أمر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه فحملوا حملةَ رجلٍ واحد، فكانت النصرة وانهزم المشركون وقُتِل من قتل منهم، وسبى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - النساء والذراري والنَّعَم والشاء، ولم يُقتَل من المسلمين إلا رجل واحد. هكذا قال عبد المؤمن بن خَلَف في «سيرته» ابن سعد» (2/ 60) وهو عن شيخه الواقدي (1/ 407). وبنحوه ذكره أيضًا ابن إسحاق ــ كما في «سيرة ابن هشام» (2/ 290) ــ عن عاصم بن عمر بن قتادة وغيره من التابعين مرسلًا." data-margin="2">(2) وغيرُه، وهو وهم، فإنه لم يكن بينهم قتال، وإنما أغار عليهم على الماء فسبى ذراريهم وأموالهم، كما في «الصحيح» (3): «أغار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بني المصطلق وهم غارُّون ... » وذكر الحديث.
وكان من جملة السبي جويريةُ بنت الحارث سيدِ القوم، وقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبها، فأدى عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتزوَّجها، فأعتق المسلمون بسبب هذا التزويج مائةَ أهل بيت من بني المصطلق قد أسلموا، وقالوا: أصهار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (4).
قال ابن سعد (5): وفي هذه الغزوة سقط عِقد لعائشة فاحتبسوا على طلبه فنزلت آية التيمم.