زاد المعاد في هدي خير العباد ج3

زاد المعاد في هدي خير العباد ج3

12537 3

زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثالث

[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]

تحقيق: نبيل بن نصار السندي

الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)

الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)

عدد الصفحات: 881

[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]

أجزاء الكتاب

مشاركة

فهرس الموضوعات

ثم بلغهم أن قريشًا قد كفُّوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فرجعوا، فلما كانوا دون مكة بساعةٍ من نهار بلغهم أن قريشًا أشدُّ ما كانوا عداوةً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل من دخل منهم بجوارٍ. وفي تلك المرة دخل ابنُ مسعودٍ فسلَّم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة فلم يردَّ عليه (1)، فتعاظم ذلك على ابن مسعود حتى قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله قد أحدث مِن أمره أن لا تَكلَّموا في الصلاة» (2).
هذا هو الصواب، وزعم ابنُ سعد (3) وجماعة أن ابن مسعود لم يدخل، وأنه رجع إلى الحبشة حتى قدم في المرة الثانية إلى المدينة مع من قدم. ورُدَّ هذا بأن ابن مسعود شهد بدرًا وأَجْهَزَ على أبي جهل (4)، وأصحابُ هذه الهجرة إنما قدموا المدينة مع جعفرٍ وأصحابه بعد بدر بأربعِ سنين أو خمسٍ (5).
قالوا: فإن قيل: بل هذا الذي ذكره ابن سعد يوافق قولَ زيد بن أرقم: «كنا نقوم في الصلاة فيكلِّم الرجلُ جليسَه حتى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، فأُمِرْنا بالسكوت ونُهِينا عن الكلام» (6). وزيد بن أرقم من

الصفحة

29/ 881

مرحباً بك !
مرحبا بك !