زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 881
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
الثالث: أن قوله تعالى: {اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا} [الحج: 19]، نزلت في الذين تبارزوا يومَ بدرٍ من الفريقين (1).
الرابع: أنه قد (2) خاطبهم في آخرها بقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ... } [الحج: 77]، والخطاب بذلك كلُّه مدني، وأمّا الخطاب بـ {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} فمشترك.
الخامس: أنه أمر فيها بالجهاد الذي يعمُّ الجهادَ باليد وغيره، ولا ريب أن الأمر بالجهاد المطلق إنما كان بعد الهجرة، وأمّا جهاد الحجَّة فأمر به في مكة، كقوله: {(51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ} أي: بالقرآن {بِهِ جِهَادًا} [الفرقان: 52] فهذه سورة (3) مكية، والجهاد فيها هو التبليغ وجهاد الحجة، وأما حقُّ الجهاد المأمور به في سورة الحجِّ فيدخل فيه الجهاد بالسيف.
السادس: أن الحاكم روى في «مستدركه» (4) من حديث الأعمش عن