زاد المعاد في هدي خير العباد - المجلد الثالث
[آثار الإمام ابن قيم الجوزية وما لحقها من أعمال (30)]
تحقيق: نبيل بن نصار السندي
الناشر: دار عطاءات العلم (الرياض) - دار ابن حزم (بيروت)
الطبعة: الثالثة، 1440 هـ - 2019 م (الأولى لدار ابن حزم)
عدد الصفحات: 881
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
كعب؛ فقوله: «بعث عليًّا إلى أهل نجران ليأتيه بصدقاتهم وجزيتهم» أراد به الطائفتين مِن أهل نجران؛ صدقات من أسلم منهم، وجزية النصارى.
فصل في قدوم رسول فروة بن عمرو الجُذامي ملك عربِ الروم قال ابن إسحاق (1): وبعث فَروة بن عمرو الجُذامي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسولًا بإسلامه وأهدى له بغلةً بيضاء، وكان فروةُ عاملًا للروم على من يليهم من العرب، وكان منزله مَعان وما حوله من أرض الشام. فلما بلغ الرومَ ذلك من إسلامه طلبوه حتى أخذوه فحبسوه عندهم، فلما اجتمعت الروم لصلبه على ماءٍ لهم يقال له «عفراء» بفلسطين فقال (2): ألا هل أتى سلمى بأن حَلِيلها ... على ماء عفرا فوق إحدى الرواحل على ناقةٍ لم يضرب الفحلُ أمَّها ... مُشَذَّبةً أطرافُها بالمناجل (3)
قال ابن إسحاق: وزعم الزهري أنهم لما قدَّموه ليقتلوه قال: بلِّغْ سَراة المسلمين بأنني ... سِلم لربي أعظُمي ومُقامي
ثم ضربوا عنقه على ذلك الماء.